سأحدثكم عن العلامات السبعة التي تنذر بنقص فيتامين B12. يعد فيتامين B12 أحد الفيتامينات الضرورية إذ أنه يلعب دوراً في تصنيع الحمض النووي DNA. وفي طبقة الميالين وهي المادة التي تحيط بالأعصاب. كما يساهم فيتامين B12 في إنتاج كريات الدم الحمراء التي ذات أهمية كبرى ولهذا يعد هذا الفيتامين عنصراً أساسيا ومن الضروري معرفة أعراض نقصه. فهي سبعة أعراض كبرى غير مرتبطة ببعضها البعض بالضرورة ولكن يجب التعرف إليها. تكمن خطورة نقصه في أنه قد يؤدي إلى تضرر لا يمكن إصلاحه في الجهاز العصبي.
فيتامين B12 الصيغة الطبيعية مقابل الاصطناعية : أيهما أفضل؟
أود الإشارة إلى أمر يتعلق بنوع فيتامين B12, إذ ثمة نوعان: الصيغة الطبيعية و الاصطناعية و بالطبع فأنا أنصح دوماً بالصيغة الطبيعية. يطلق على الصيغة الطبيعية “ميثيل كوبالا مين Methyl cobalamin” وهي الصيغة التي يجب أن نختارها من المكملات. أما الصيغة الاصطناعية التي لا أنصح بها فهي “سيانوكوبالامين Cyanocobalamin” أنصح بتجنبها لأنها اصطناعية.
أسباب عدم امتصاص فيتامين B12
من المثير للاهتمام أن السبب الرئيسي لنقص فيتامين B12, لا يعزى بالضرورة إلى عدم تناول الأطعمة الغنية به, بل يعزى إلى سوء امتصاصه في الجسم. فامتصاص فيتامين B12 أمر معقد يتداخل فيه عدة عوامل. ابتداءً بالمعدة و مروراً بالأمعاء الدقيقة والقدرة على الامتصاص, يحتاج الجسم إلى بروتين ناقل يساعد على امتصاصه. فيما يطلق عليه “العامل الداخلي” وفي حال انعدام هذا العامل أو عند الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية. قد يؤذي ذلك للإصابة بفقر الدم الخبيث ولن أتطرق إلى تفاصيله فهو مشكلة أخرى.
فقد يكون السبب في الإصابة بأحد الأمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على العامل الداخلي أو تؤثر على الخلايا المسؤولة عن إنتاجه في المعدة. والخلاصة أن عدم القدرة على امتصاصه تعزى إما لضمور في المعدة أو لنقص حمض الهيدروكلوريك أو لالتهاب المعدة أو قرحة المعدة. أو لحساسية القمح أو داء كرون أو متلازمة القولون العصبي وهي أمراض هضمية. لذا فإن أياً من هذه الأمراض قد يمنع بشدة من امتصاص لفيتامين B12.
نقص فيتامين B12 لدى الأشخاص فوق سن 55
قد يعاني الكثيرون من تلك الأمراض ونتيجة لذلك يصابون بنقص في فيتامين B12 لجهلهم بالصلة بينهما. ولا يدركون أن صحة الجهاز الهضمي شرط في امتصاص فيتامين B12، يعد نقص هذا الفيتامين شائعاً جداً لدى كبار السن. إذ يعاني %20 من الأشخاص فوق سن 60 من نقص فيتامين B12 . أعتقد أن السبب الأكبر يعزى إلى نقص حمض الهيدروكلوريك. إما لتراجع إنتاجه أو عدم توفر التركيز المطلوب منه في المعدة, إذ تتراجع شدة حموضة المعدة مع التقدم في السن, وهو ما يؤثر على امتصاص فيتامين B12.
ولهذا أنصح جميع من تجاوزوا سن 55 بتناول ما يساعد على تعزيز شدة حموضة المعدة كبيتين هيدروكلوريك أو خل التفاح. فهذا كفيل بتعزيز امتصاص فيتامين B12 وتعزيز طاقة الجسم. إن حاجتنا إلى فيتامين B12 لا تتعدى الميكرو غرامات وليس الملغ أي أنها قليلة. يحتاج الشخص العادي إلى نسبة تتراوح بين 2.4-2.8 ميكروغرام وهي نسبة قليلة جداً. ولكن عند الحصول على مركب فيتامينات B احذروا من الأنواع الاصطناعية. وعند قراءة الملصق, نجد أنها تحتوي على نسبة تفوق حاجة الجسم بألف أو٪ 5000. ولكن ثمة مشكلات مترتبة على الإفراط في فيتامين B12, ولهذا أنصح بالحصول على هذه الفيتامين من خلال الغذاء.
نقص فيتامين B12 : إليكم الأعرض السبعة لنقصه
شحوب الجلد
فما أسباب شحوب الجلد؟ بسبب تراجع القدرة على صنع الكريات الحمراء و الحصول على الأكسجين. وهذا يعني حرمان الجسم من الأكسجين وبالتالي شحوب الجلد كما يحدث عند فقر الدم. قد يميل لون الجلد أحياناً إلى الاصفرار بسبب هشاشة الكريات الحمراء وتأثير نواتجها على مظهر الجلد.
الشعور بالإرهاق المزمن والضعف
والشعور بالنعاس حتى عند أخذ قسط كاف من النوم والسبب أن نقص الأكسجين يسبب تعطل عملية الاستقلاب (الحرق) وهو ما يؤدي إلى شعور دائم بالتعب و الإرهاق.
مشكلات فموية
كقرحة الفم وأحياناً تورم اللسان واحمراره ولمعانه بسبب عجز اللسان عن الحصول على الأكسجين وهو ما يؤدي إلى تورمه.
الاضطرابات المعرفية
قد يؤدي نقص فيتامين B12 إلى الاكتئاب الشديد والحاد والقلق واضطرابات الذاكرة وجنون الارتياب (بارانويا) ومرض الوهم. كما أن نقص فيتامين B12 يؤثر بشدة على التفكير وذلك لحاجة كل من الدماغ والجهاز العصبي إليه. فعدم حصول الدماغ على ما يكفي من الأكسجين يعيق عمله.
الأعصاب
وهذا متعلق أيضاً بالمهارات ألا وهي الأعصاب, لأن نقص فيتامين B12 يمنع من إنتاج مادة الميالين وهي المادة التي تحيط بالأعصاب. لذا فإن تراجع القدرة على إنتاجها يؤدي إلى تعطل عمل الجهاز العصبي. وهو ما يتجلى بالإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية وهو مرض يصيب الأعصاب المحيطية التي تكون عند الأطراف الخارجية للجسم كأصابع القدمين أو أسفلهما أو رؤوس أصابع اليدين. ولكن النقص الحاد في فيتامين B12 قد يؤدي إلى تضرر الأعصاب الذي لا يمكن إصلاحه وهو مؤلم للغاية وغير قابل للعلاج أيضاً. ولهذا أحدثكم عنه لتكشفوا عنه مبكراً قبل أن يتسبب بهذا النوع من تضرر الأعصاب.
ضبابية الرؤية
فالشبكية هي من تساعدنا على النظر وهي عبارة عن نسيج عصبي في العين يتصل مباشرة بالدماغ, وإن أي ضرر يطرأ عليها يؤثر على قدرتنا على النظر. وذلك بأن نلاحظ تدهوراً في قدرتنا على النظر. وأننا بحاجة إلى ارتداء نظارة طبية فجأةً. الذي يحتمل أن يكون سببه نقصاً في فيتامين B12.
تسارع معدل النبض
إلامَ يعزى تسارع ضربات القلب؟ بسبب انعدم القدرة على إنتاج كريات الدم الحمراء, وهذا يؤدي إلى تناقص الأكسجين وأن على الجسم التعويض عن نقص الأكسجين بزيادة المعدل أو السرعة التي يدفع القلب عبرها بالدم إلى الجسم.
أطعمة غنية بفيتامين B12
- كبد البقر
- الأطعمة البحرية
- اللحم البقري
- اللحوم الدجاج
- البيض
- الأطعمة المخمرة
- الألبان المخمرة كالجبن
- الخميرة الغذائية (تجنب الاصطناعية)
نقص فيتامين B12 لدى الأشخاص النباتيين
أحد الأمور الهامة بشأن فيتامين B12 يخص الأشخاص النباتيين, الذين يمتنعون عن تناول المنتجات الحيوانية. فإنهم عرضة لنقص فيتامين B12 مالم يتناولوا المكمل وبهذا يمكن للكائنات الدقيقة التي تعيش حول النبات أن تصنع فيتامين B12.