الرؤوس السوداء : أسباب ظهور- كيفية علاج و التخلص دون رجعة
كيفية التخلص من الرؤوس السوداء و الزؤان دون رجعة بطريقة طبيعية ؟ كما قلت في السابق, حل أي مشكلة يستلزم فهمها. ولذلك سـأحاول توعيتكم بطبيعة المشكلة دون التطرق إلى التفاصيل المتخصصة, وسأوضح لكم طريقة حل المشكلة. ولكن دون اتباع طريقة التقليدية التي تعالج المشكلة ظاهرياً بوضع الأشياء على البشرة مثل أشرطة المسام التي تلصق على البشرة وتنزع عنها. لن نتبع هذا المنهج.
كيفية علاج الرؤوس السوداء من الداخل و تحديد السبب الجذري
سأريكم كيفية علاج المشكلة من الداخل و تحديد السبب الجذري بدلاً من علاج الأعراض مراراً وتكراراً كي نحرص على عدم ظهور المشكلة مرة اخرى.
ما الرأس الأسود و ما الرأس الأبيض ؟
الرأس الأسود و ما الرأس الأبيض متشابهان. ويشار إلى تلك الرؤوس باسم “الزؤانة” (Comedones) وهي كلمة ذات أصل لاتيني معناها “يلتهم”. وهذا مرتبط بالديدان الطفيلية ويبدو أنهم توصلوا إلى هذا الاسم لأن الزؤان يشبه الدودة. فالزؤان (Comedone) مشتق من كلمة تعني “يشبه الدودة”.الفرق بين الرأس الأبيض الذي يسمى “الزؤان المغلق“.
الفرق بين الرأس الأبيض الذي يسمى “الزؤان المغلق” والرأس الأسود الذي يسمى “الزؤان المفتوح” يكمن في شيء واحد. وهو أن المادة السوداء في المسام تتعرض للهواء والأكسجين فتتأكسد, مثلما يحدث للتفاحة عند قطعها وتركها تتعرض للهواء, إذ يتحول لونها إلى البني يحدث الأمر نفسه في البشرة.
الرأس الأبيض “الزؤان المغلق” أقرب إلى بثرة فيها غشاء يغطي المادة البيضاء وهو لا يتعرض للأكسجين. ولذلك لا يتحول إلى بني أو أسود هذا هو الفرق والسبب هو انسداد بصيلات الشعر أو مشكلة في الغدد الزهمية (الدهنية) هذا هما السببان.
هذه المادة مزيج من القيح (الدهن) والبكتيريا و الكيراتين. وهو من أنواع دهون وبكتيريا وقليل من البروتين وهذا يسد البصيلة. و الخطأ الكبير الذي يرتكبه معظم الناس هو الإفراط في تنظيف المسام ظناً منهم أنها تحتوي على أوساخ وهي في الحقيقة ليست كذلك فالامر لا يتعلق بوجود أوساخ في المسام.
وعند الجهل بذلك. يظن الناس أن عليهم الإفراط في تنظيف البشرة يفركون بشرة الوجه ويبالغون في غسلها ويستخدمون المنظفات ويضعون أشرطة المسام التي تلصق على الوجه أو الأنف وتنزع عنهما في محاولة لسحب الأوساخ. وهذا يزيد المشكلة سوءاً لأن على الجلد طبقة من البكتيريا والميكروبات النافعة وهي جزء من الجهاز المناعي وتحمي الجلد من البكتيريا الضارة. وعند الإفراط في تنظيف الجلد وغسله وتعقيمه يصبح الجلد معرضاً للعدوى لأن المسام تتعرض لعدوى التهابية.
فما سبب ظهور هذه المادة ؟ وما مصدرها وسببها؟
أسباب ظهور الرؤوس السوداء على الوجه
إذا تعمقنا في دراسة المشكلة, سنجد عدة أسباب منها ارتفاع في هرمونات الأندروجين وهذا شائع في مرحلة البلوغ ولهذا تنتشر الرؤوس السوداء بين المراهقين. وتشمل هرمونات الأندروجين التستوستيرون وهو موجود في الرجال والنساء وهناك شكل ضعيف من التستوستيرون وشكل قوي منه يسمى ديهدروتستوستيرون (DHT).
يعاني المصابون بالحبوب والرؤوس السوداء والبيضاء ارتفاعاً في هرمون DHT و السؤال: ما السبب ؟. السبب هو ارتفاع الإنسولين وهرمون آخر يسمى عامل النمو المشابه للإنسولين 1 (IGF-1). لا تركزوا على الاسم, بل اعلموا أن هناك سببين لهذا الارتفاع وكلاهما يسبب زيادة إنتاج الدهن وحجم المسام والبروتين. ولا يتضح الحل إلا إذا عرفنا ما سبب ارتفاع الإنسولين وارتفاع عامل النمو المشابه للإنسولين 1 ولهذا ثلاثة أسباب:
1- الكربوهيدرات المعالجة
الكربوهيدرات المعالجة التي تشمل الكثير من الأطعمة منها السكر والخبز والمعكرونة والرقائق والوافل والفطائر المحلاة. كل الأطعمة التي تحبونها تؤدي الكربوهيدرات المعالجة إلى حدوث ارتفاع شديد في الإنسولين مسببة هذه المشكلة.
2-منتجات الألبان
السبب الثاني, وهو سبب قوي هو بعض المكونات الموجودة في منتجات الألبان ممَّ تتكون منتجات الألبان ؟ تشمل منتجات الألبان الحليب الذي تتغذى عليه صغار البقر أو الحيوانات الأخرى فهو منتج يعزز النمو وهو غني بالهرمونات التي تؤثر في أجسامنا.
فكل منتجات الألبان, ومنها الزبادي والكفير والجبن, والحليب بالتحديد لها تأثير كبير على الجلد لا سيما إذا كانت منتجات تجارية عليها إضافات. فالحليب التجاري يأتي من أبقار تتغذى على حبوب غنية بأوميغا-6 ولا تأكل ما يكفي من العشب. أما الأبقار التي تتغذى على العشب فحليبها مفيد ولا يسبب الالتهاب. على كل حال, ما عليكم معرفته هو أن منتجات الحليب قد تزيد المشكلة.
3-الأحماض الدهنية أوميغا-6
نوع محدد من الدهون والنوع الدهون الذي يزيد حالة الرؤوس البيضاء والسوداء والحبوب سوءًا هو الأحماض الدهنية أوميغا-6. ولكن معظمها مثل زيت الذرة والصويا وهما موجودان في الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المعالجة. وفي العديد من مأكولات المطعام فالأحماض الدهنية أوميغا-6 موجود في زيت الذرة والكانولا وزيت بذرة القطن.
إذا نظرنا إلى الرسم البياني لأنظمتنا الغذائية عبر التاريخ سنجد ارتفاعاً كبيراً في الكربوهيدرات المعالجة والسكر على مدار أخر 20 سنة. ومنتجات الألبان عموماً, و الزبادي المحلى خصوصاً وارتفاعًا هائلًا في الأحماض الدهنية أوميغا-6 كانت هذه الأسباب, فما الحل؟
كيفية التخلص من الرؤوس السوداء دون رجعة
1-الحل الأول هو فعال في حل المشكلة من الداخل هو التوقف عن تناول الكربوهيدرات المعالجة واتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات.
2-التوقف عن تناول منتجات الألبان في الوقت الراهن. توقفوا عن تناول منتجات الألبان كلها, ومنها الجبن وسترون تغيرًا كبيرًا في بشرتكم.
3-الامتناع عن تناول الزيوت التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا-6. الأحماض الدهنية أوميغا-6 موجودة في كثير من الأطعمة على نحو سيدهشكم عندما تقللون من تناول الأحماض الدهنية أوميغا-6 وتكثرون من تناول الأحماض الدهنية أوميغا-3. ستقدمون لبشرتكم خدمة عظيمة فالرؤوس السوداء والحبوب ستختفي. أين توجد الأحماض الدهنية أوميغا-3؟ في زيت السمك عمومًا, وزيت كبد سمك القد بالتحديد فكبد الحوت سمك القد يحتوي على فيتامين D وفيتامين A. خلافًا لزيت السمك من المفيد الإكثار من تناول المأكولات البحرية والأسماك, والسلمون بالأخص أو زيت كبد سمك القد.
4- زيت عشبة لسان الثور يحتوي زيت لسان الثور على حمض دهني أوميغا-6. يسمى حمض غاما-اللينولينيك (GLA) ولكنه لا يسبب الالتهاب خلافًا لغيره من الأحماض الدهنية أوميغا-6. بل هو في الحقيقة مضاد للالتهاب ويساعد على ترقيق الزهم أو الدهن ويساعد على تفكيك الانسداد الذي يسببه البروتين, ويساعد على تقليل التأكسد لأن تأثيرًا مضادًا للأكسدة. يلاحظ من يتناولون زيت عشبة لسان الثور تغيرًا كبيرًا على بشرتهم.